كيف نصنع جمهورا لمسرحنا. وماذا نقدم له؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف نصنع جمهورا لمسرحنا. وماذا نقدم له؟
من الشجاعة ان نعترف نحن المسرحيين اننا لم نكن نمتلك قرابة العقدين الاخيرين الماضيين جمهورا مسرحيا حقيقيا حتى وان كان نخبويا كما كان يدعو البعض. ذلك اننا بوصفنا مسرحيين عراقيين كنا في دائرة اتصال شبه مغلقة ان لم تكن مغلقة تماما. ذلك ان العروض المسرحية التي كانت تقدم على مسارح بغداد ولاسيما في المهرجانات المسرحية لم تنجح (وربما لم تحاول)
في ان تستقطب جمهور النخبة من مثقفين ومتعلمين من موظفين وطلبة جامعات. وكانت معظم المقاعد في تلك العروض يشغلها المسرحيون انفسهم وربما بصحبة ذويهم او اقربائهم او اصدقائهم فضلا عن طلبة واساتذة كلية ومعهد الفنون الجميلة. فكان المسرحيون حقا يشاهدون بعضهم بعضا في تلك المناسبات المسرحية التي ظلت بعيدة عن جمهور مسرحي (نوعي) غائب او مغيب عن تلك العروض التي نادت بـ(جمهور النخبة) تاركة (جمهور العامة) فريسة وضحية سهلة لعروض مسرحية تجارية ذات طابع استهلاكي نجحت في استقطاب اعداد هائلة من المتفرجين الباحثين عن التسلية وقضاء الوقت والمتعة العابرة السطحية في ظل ظروف اجتماعية وسياسية مأساوية وشائكة ومضطربة وبالغة القسوة والتعقيد.
اذن، في الوقت الذي نجح فيه المسرح الهابط التجاري في (صنع) جمهور خاص به بعد ان قدم له وجبة دسمة و(سامة) من الاسفاف والتهريج، اخفق مسرحنا الجاد في اجتذاب جمهور ما، اي جمهور حتى وان كان نخبويا او شعبيا. ذلك اننا كمسرحيين لم نضع (الجمهور) وهو الطرف الهام من المعادلة المسرحية التي لا تستقيم الا به ـ نصب اعيننا هدفا مهما في عملنا المسرحي ولم نسع بشكل جاد للتأثير الحقيقي في جمهورنا و(امتاعهم) بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات معمقة وثرة (جمالية وفنية وفكرية).
فعروضنا الجادة التجريبية منها وغير التجريبية لم تكن تحمل قدرا معقولا من المتعة المطلوبة المنتظرة بعيدا عن التسلية العابرة والمسطحة والساذجة. اذن نحن الآن امام مشكلة موروثة ومستعصية وكانت مؤجلة على الدوام تتمثل في غياب الجمهور المسرحي الحقيقي صاحب الذائقة الموضوعية والجمالية وفي وجود جمهور من المتفرجين الذين ورثناهم (وفق الشرع المسرحي) بعد اندحار المسرح التجاري قسرا بسبب الظروف المضطربة وغير المستقرة التي اعقبت سقوط النظام المباد وفي هذه المرحلة الراهنة نحن ملزمون كمسرحيين في التعامل مع جمهور المسرح العراقي السابق ذي النزوع (الفرجوي) والعمل على استدراجهم لعروض مسرحية متوازنة لا التخلي عنهم وشطبهم وعدهم من خسائر الحرب، بل والعمل على كسبهم واعادة تأهيلهم والارتقاء بذائقتهم تدريجيا.
ووفقا لما تقدم وفضلا عن مهمة اعادة تأهيل الجمهور (الموروث) فنحن مطالبون ـ كمسؤولية اخلاقية ووطنية ـ بصنع جمهور مسرحي للسنوات القادمة.. جمهور جديد نعمل على صنعه (خلقه) وتربيته وفق خطة زمنية ليكون جمهور المسرح العراقي لما بعد السنوات الخمس القادمة وذلك من خلال:
* تفعيل المسرح المدرسي والجامعي. (طلبة المدارس الابتدائية والثانوية وطلبة الجامعات الآن هم جمهورنا الذي نحتاجه لمسارحنا بعد 2010.
* بث الثقافة المسرحية في المناهج التربوية والجامعية ومن خلال الصحافة والمحطات الاذاعية والتلفزيونية الارضية والفضائية.
* تفعيل مسرح الطفل الآن وفورا بحيث نتمكن من ان نجعل كل طفل عراقي يجب ان يشاهد مسرحية واحدة في كل شهر في اقل تقدير، وينبغي التنبيه الى أن تفعيل مسرح الطفل هو النافذة الاكثر اهمية وضمانا للوصول الى صنع جمهور مسرحي ذي ذائقة فنية وجمالية ونحن هنا ندعو الى مسرح اطفال علمي ورصين ويتم التخطيط له من قبل استشاريين في علم النفس والاجتماع والصحة والتربية ـ مسرح طفل موجه بعيدا عن الاعتباطية والعشوائية.
* خلق بيئة مسرحية داخل المدارس والمناطق السكنية من خلال اعداد او تحوير قاعات وفضاءات وامكنة لتكون قاعات عرض مسرحي.
والآن.. اذا ما نجح مسعانا في خلق جمهورنا المسرحي من بين ركام وانقاض جمهور طالته يد التخريب وشرائح اجتماعية واعدة (من اطفال وطلبة وشباب) فعلينا ان نواجه السؤال الاهم ـ اي مسرح جديد نقدم لهم واي خطاب نعتمد بعد خراب البنى التحتية واختلال البنى الفوقية ـ واي خطاب ثقافي يمكن ان نشتغل عليه وان نستمد منه خطابنا المسرحي القادم؟ وماذا نتبضع من سوق (الموضوعات) المزدحم؟ وهل تصلح الموضوعات ذات النزعة الذاتية وهمومها الفردية مع تجاهل ازمات الحياة التي تتعرض الى دمار قيمي؟ وهل سننسحب من عالم المثل والقيم التي صارت محل شك وموضع استفهام بل واتهام!؟ والى اي مدى يمكن ان ننفذ الى مشكلات الجمهور وهمومهم دون ان نسقط (كما سقط المسرح التجاري سابقا) هو يومي وعابر وسطحي ومن دون ان ننكفئ على انفسنا في عروض مغرقة في ذاتيتها وتقوقعها وترفعها لنشبع ونرضي نرجسيتنا وربما غرورنا؟!
وفي خضم هذه الاسئلة والتساؤلات ينتظرنا الكثير والمهمة ستكون صعبة في ان نقدم عروضا شعبية وجادة ومتوازنة تقدم الفكر والمتعة لا ينفر منها الجمهور ومن دون ان ننسى مسؤولياتنا الجديدة في ان نساعد الانسان لدينا في تجاوز وردم الصدع في بنيته السايكولوجية التي هي على وشك التآكل بفعل امراض اليأس والقنوط والندب الذاتي واقصاء الآخر ليتجاوز هذا الانسان المغلوب على امره خياراته المريضة بين تمجيد الذات والماضي وتقديسه او نقدها (الخيارات) حد الجلد لتنفتح الخيارات الحضارية الى نقد نافذ للذات والواقع وتجاوز عقد الواقع والتاريخ ومرض اقصاء الآخر (المزمن) اخيرا ـ ولكي نتواصل مع الطرف الغائب من المعادلة المسرحية العراقية (الجمهور) المنتظر (بفتح الضاء وكسرها معا) فان على مسرحنا العراقي ان لا يبقى اسير الاطار المناسباتي الذي جعلت من عروضه محددة ومرتبطة بانعقاد المهرجانات المسرحية التي يحضرها جمهور محدود من العائلة المسرحية وحسب، وان نوسع من دائرة اتصالنا وخطابنا لننجح في جذب المتلقي النوعي المنتمي الى شرائح اجتماعية وفكرية مختلفة من خلال خطة وطنية لصنع جمهور لمسرحنا خلال السنوات القادمة.. جمهور مسرح ذواق وواع لا متفرجين عابرين يبحثون عن تسلية عابرة ـ جمهور قوامه الطلبة والمثقفون والموظفون وطلبة الجامعات واساتذتها والذين يشكلون مادة وذخيرة مهمة لجمهور مسرح المستقبل الذي نراه زاهرا وزاهيا في ظل غياب الرقيب وانحسار القيود القديمة
منقوووووووووول
في ان تستقطب جمهور النخبة من مثقفين ومتعلمين من موظفين وطلبة جامعات. وكانت معظم المقاعد في تلك العروض يشغلها المسرحيون انفسهم وربما بصحبة ذويهم او اقربائهم او اصدقائهم فضلا عن طلبة واساتذة كلية ومعهد الفنون الجميلة. فكان المسرحيون حقا يشاهدون بعضهم بعضا في تلك المناسبات المسرحية التي ظلت بعيدة عن جمهور مسرحي (نوعي) غائب او مغيب عن تلك العروض التي نادت بـ(جمهور النخبة) تاركة (جمهور العامة) فريسة وضحية سهلة لعروض مسرحية تجارية ذات طابع استهلاكي نجحت في استقطاب اعداد هائلة من المتفرجين الباحثين عن التسلية وقضاء الوقت والمتعة العابرة السطحية في ظل ظروف اجتماعية وسياسية مأساوية وشائكة ومضطربة وبالغة القسوة والتعقيد.
اذن، في الوقت الذي نجح فيه المسرح الهابط التجاري في (صنع) جمهور خاص به بعد ان قدم له وجبة دسمة و(سامة) من الاسفاف والتهريج، اخفق مسرحنا الجاد في اجتذاب جمهور ما، اي جمهور حتى وان كان نخبويا او شعبيا. ذلك اننا كمسرحيين لم نضع (الجمهور) وهو الطرف الهام من المعادلة المسرحية التي لا تستقيم الا به ـ نصب اعيننا هدفا مهما في عملنا المسرحي ولم نسع بشكل جاد للتأثير الحقيقي في جمهورنا و(امتاعهم) بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات معمقة وثرة (جمالية وفنية وفكرية).
فعروضنا الجادة التجريبية منها وغير التجريبية لم تكن تحمل قدرا معقولا من المتعة المطلوبة المنتظرة بعيدا عن التسلية العابرة والمسطحة والساذجة. اذن نحن الآن امام مشكلة موروثة ومستعصية وكانت مؤجلة على الدوام تتمثل في غياب الجمهور المسرحي الحقيقي صاحب الذائقة الموضوعية والجمالية وفي وجود جمهور من المتفرجين الذين ورثناهم (وفق الشرع المسرحي) بعد اندحار المسرح التجاري قسرا بسبب الظروف المضطربة وغير المستقرة التي اعقبت سقوط النظام المباد وفي هذه المرحلة الراهنة نحن ملزمون كمسرحيين في التعامل مع جمهور المسرح العراقي السابق ذي النزوع (الفرجوي) والعمل على استدراجهم لعروض مسرحية متوازنة لا التخلي عنهم وشطبهم وعدهم من خسائر الحرب، بل والعمل على كسبهم واعادة تأهيلهم والارتقاء بذائقتهم تدريجيا.
ووفقا لما تقدم وفضلا عن مهمة اعادة تأهيل الجمهور (الموروث) فنحن مطالبون ـ كمسؤولية اخلاقية ووطنية ـ بصنع جمهور مسرحي للسنوات القادمة.. جمهور جديد نعمل على صنعه (خلقه) وتربيته وفق خطة زمنية ليكون جمهور المسرح العراقي لما بعد السنوات الخمس القادمة وذلك من خلال:
* تفعيل المسرح المدرسي والجامعي. (طلبة المدارس الابتدائية والثانوية وطلبة الجامعات الآن هم جمهورنا الذي نحتاجه لمسارحنا بعد 2010.
* بث الثقافة المسرحية في المناهج التربوية والجامعية ومن خلال الصحافة والمحطات الاذاعية والتلفزيونية الارضية والفضائية.
* تفعيل مسرح الطفل الآن وفورا بحيث نتمكن من ان نجعل كل طفل عراقي يجب ان يشاهد مسرحية واحدة في كل شهر في اقل تقدير، وينبغي التنبيه الى أن تفعيل مسرح الطفل هو النافذة الاكثر اهمية وضمانا للوصول الى صنع جمهور مسرحي ذي ذائقة فنية وجمالية ونحن هنا ندعو الى مسرح اطفال علمي ورصين ويتم التخطيط له من قبل استشاريين في علم النفس والاجتماع والصحة والتربية ـ مسرح طفل موجه بعيدا عن الاعتباطية والعشوائية.
* خلق بيئة مسرحية داخل المدارس والمناطق السكنية من خلال اعداد او تحوير قاعات وفضاءات وامكنة لتكون قاعات عرض مسرحي.
والآن.. اذا ما نجح مسعانا في خلق جمهورنا المسرحي من بين ركام وانقاض جمهور طالته يد التخريب وشرائح اجتماعية واعدة (من اطفال وطلبة وشباب) فعلينا ان نواجه السؤال الاهم ـ اي مسرح جديد نقدم لهم واي خطاب نعتمد بعد خراب البنى التحتية واختلال البنى الفوقية ـ واي خطاب ثقافي يمكن ان نشتغل عليه وان نستمد منه خطابنا المسرحي القادم؟ وماذا نتبضع من سوق (الموضوعات) المزدحم؟ وهل تصلح الموضوعات ذات النزعة الذاتية وهمومها الفردية مع تجاهل ازمات الحياة التي تتعرض الى دمار قيمي؟ وهل سننسحب من عالم المثل والقيم التي صارت محل شك وموضع استفهام بل واتهام!؟ والى اي مدى يمكن ان ننفذ الى مشكلات الجمهور وهمومهم دون ان نسقط (كما سقط المسرح التجاري سابقا) هو يومي وعابر وسطحي ومن دون ان ننكفئ على انفسنا في عروض مغرقة في ذاتيتها وتقوقعها وترفعها لنشبع ونرضي نرجسيتنا وربما غرورنا؟!
وفي خضم هذه الاسئلة والتساؤلات ينتظرنا الكثير والمهمة ستكون صعبة في ان نقدم عروضا شعبية وجادة ومتوازنة تقدم الفكر والمتعة لا ينفر منها الجمهور ومن دون ان ننسى مسؤولياتنا الجديدة في ان نساعد الانسان لدينا في تجاوز وردم الصدع في بنيته السايكولوجية التي هي على وشك التآكل بفعل امراض اليأس والقنوط والندب الذاتي واقصاء الآخر ليتجاوز هذا الانسان المغلوب على امره خياراته المريضة بين تمجيد الذات والماضي وتقديسه او نقدها (الخيارات) حد الجلد لتنفتح الخيارات الحضارية الى نقد نافذ للذات والواقع وتجاوز عقد الواقع والتاريخ ومرض اقصاء الآخر (المزمن) اخيرا ـ ولكي نتواصل مع الطرف الغائب من المعادلة المسرحية العراقية (الجمهور) المنتظر (بفتح الضاء وكسرها معا) فان على مسرحنا العراقي ان لا يبقى اسير الاطار المناسباتي الذي جعلت من عروضه محددة ومرتبطة بانعقاد المهرجانات المسرحية التي يحضرها جمهور محدود من العائلة المسرحية وحسب، وان نوسع من دائرة اتصالنا وخطابنا لننجح في جذب المتلقي النوعي المنتمي الى شرائح اجتماعية وفكرية مختلفة من خلال خطة وطنية لصنع جمهور لمسرحنا خلال السنوات القادمة.. جمهور مسرح ذواق وواع لا متفرجين عابرين يبحثون عن تسلية عابرة ـ جمهور قوامه الطلبة والمثقفون والموظفون وطلبة الجامعات واساتذتها والذين يشكلون مادة وذخيرة مهمة لجمهور مسرح المستقبل الذي نراه زاهرا وزاهيا في ظل غياب الرقيب وانحسار القيود القديمة
منقوووووووووول
رد: كيف نصنع جمهورا لمسرحنا. وماذا نقدم له؟
قدبما لم يكن لنا جمهور
ولكن اليوم وبفضل الله تعالى اصبح للمسرح دور فعال وقوى ودليل ذلك كمية المهرجانات التى تقام على شرف المسرح
وانا واحد من الناس دخلت مجال المسرح بسبب عرض مسرحى اعجبنى جدا فتعلقت بالمسرح بسببة واصبحت الان بطل مسرحية ومخرخ منفذ
والحمد للة اصبح لنا جمهمر واعى ومثقف وعلى وعى كامل بما يدور حولة
وشكرا لموضوعك استازنا مستر الاباصيرى
ولكن اليوم وبفضل الله تعالى اصبح للمسرح دور فعال وقوى ودليل ذلك كمية المهرجانات التى تقام على شرف المسرح
وانا واحد من الناس دخلت مجال المسرح بسبب عرض مسرحى اعجبنى جدا فتعلقت بالمسرح بسببة واصبحت الان بطل مسرحية ومخرخ منفذ
والحمد للة اصبح لنا جمهمر واعى ومثقف وعلى وعى كامل بما يدور حولة
وشكرا لموضوعك استازنا مستر الاباصيرى
medo- عدد الرسائل : 16
العمر : 36
:
تاريخ التسجيل : 02/07/2008
رد: كيف نصنع جمهورا لمسرحنا. وماذا نقدم له؟
وارجو منك ان تهتم بالكوادر المسرحية الصاعدة بصفتك مسرحى مخضرم وانا تركت فى قسم الصور مجموعة صور ارجو الاهتمام والتعليق عليها وشكرا
medo- عدد الرسائل : 16
العمر : 36
:
تاريخ التسجيل : 02/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى