هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

توفستونوكوف .. مخرجاً .. ومناظراً

اذهب الى الأسفل

توفستونوكوف .. مخرجاً .. ومناظراً Empty توفستونوكوف .. مخرجاً .. ومناظراً

مُساهمة من طرف mr.sayed elabasiry الأربعاء 05 ديسمبر 2007, 11:19 pm

يعتبر ( جورجي توفستونوكوف ) واحدا من مشاهير فن الإخراج المسرحي في روسيا ( الاتحاد السوفيتي سابقا ) والعالم . والأستاذ الأول في ( المسرح البولشوي – الأكاديمي الدرامي ، المسمى – ماكسيم غوركي – في مدينة لينينغراد ) . اكمل نصف قرن في النشاط المسرحي ، مخرجا لأكثر من (50) عملا مسرحيا . أغلبها دخل تاريخ هذا الفن كمادة دراسية لطلاب أقسام الإخراج في معاهد المسرح العليا في مختلف أقطار العالم ، وروسيا واقطار الاتحاد السوفيتي سابقا على وجه الخصوص . طرح العديد من الأفكار ، والكثير من الأسئلة في هذا المجال ، واعتبرت أعماله الثقافية استمرارا لجيل الكبار من المخرجين الروس : ستانسلافسكي ، دانجنكو ، لينسكي ، وبقية المخرجين من سلسلة الأسماء الكبيرة التي تلت هذه النخبة من المخرجين ، من الذين ظلت أعمالهم المسرحية أهدافا تربوية لجيل كبير من المخرجين وحتى يومنا هذا .
عند الحديث عن توفستونوكوف ، سيمر اكثر من سؤال هام منها : هل أن مخرجنا حاكى الأعمال الخالدة لهؤلاء الكبار ؟ وهل هو صدى وامتداد شرعي لهذه السلسة من الكبار ؟ نقول نعم انه الوريث الشرعي لكل هؤلاء ، لأن العمل المسرحي عنده يعني القدرة اللامتناهية ، والأيمان العالي ، والتقدير العلمي الذي يصل حد التنبؤ باحتياجات الخشبة والجماهير معا . عاملا على التقاء فكر المسرح بفكر القاعة . وبالتدريج فأن تبني الأفكار يوصلنا ( إلى المواطنة في الفن ) ، وعند الوصول إلى تلك المواطنة ، تنتهي كل المشاكل بسهولة . وهنا تتحقق مقولة توفستونوكوف في " أن الأساس في العمل الفني هو المقدمة المنطقية لأنتاج بدأ أو لم يبدأ ، وأن المهم في عملية الإنتاج هو الإيمان اللامتناهي ، الذي يحسم كل الاشكالات . هذا الإيمان هو العدو الأساس لأي عدم وضوح في الرؤية الفنية " . ويؤكد توفستونوكوف بأن تقويم الأجزاء وحده كفيل بتقويم أي عدم وضوح في العمل المسرحي . وهو يحذر المخرجين من الوقوع في الانتكاس الخاطئ الذي قد يطرأ على العمل ، والذي من الممكن ان يبعده عن الوصول إلى التكامل الفني في العرض المسرحي . وبالتالي سوف يخلق عدم قبول له في التلقي وفي المساهمة فيه من قبل المتفرج بفاعلية .
أن في نشاط توفستونوكوف الإبداعي باعتباره مخرجا ، نلاحظ أنه كان دائم البحث عن الوضع الصحيح للحالة المطلوبة في المسرح ليحتله ويملأه طموحا . لأن منطلقاته تلك كانت صحيحة وتحمل منطقيتها وتبريرها . انه يضع ، ويوافق ، ويحل سلسلة من الأسئلة المبدئية وصولا إلى النتائج الإيجابية السليمة . هولم يصرح يوما لاعلى المستوى النظري ولا على المستوى العملي ، من أن علاقته ، وخططه ثابتة وغير متغيرة . لأنها إن كانت كذلك حملت سكونها وكانت مردوداتها سلبية ، لكن من أساسياته المعروفة والتي كان يدافع عنها ويتبناها ويثبت صوابها عند الممارسة ، هو ثقته العالية والشديدة بنفسه ، وبروح زمنه . وكذلك بامتداد جذوره التي ترتبط بأوائل المخرجين الروس .
المسرحية التاريخية …
إن توفستونوكوف دائم السؤال في عمله على المسرحية التاريخية :
- بماذا تهمنا المسرحية الكلاسيكية ؟
- لأي الأسباب نتناول المسرحية التاريخية اليوم ؟
- لماذا اختار المخرج هذه المسرحية ، دون غيرها ؟
- لماذا عالجها بهذا الأسلوب وليس بذاك ؟
- ما أشكال الطرح الممكنة ؟ وماهي منطلقات الرؤى التي تقود العرض المسرحي الى الفشل ؟
- كيف نوفق بين حرية الإبداع الإخراجية ، مع الإيمان بروح المسرحية ؟
هذه الأسئلة . وأسئلة أخرى يطرحها جو رجي توفستونوكوف ، مستنبطها من تجربته الخاصة . ويجيب عليها : بأنه يرى – أن الكلاسيكية ضرورية ، إذا كان طرحها معاصر ومعالجة ذلك الطرح معاصر أيضا . وأن يكون في تناولها ، ليس فقط من منطلق إنعاش الكلاسيكية كمرحلة ، ليغدو الطرح فيها كما لو كان طرحا لحالة متحفية ، جامدة ، تصلح بطرازيتها أن تزين خشبة المسرح المعاصر . إن تناولها يجب أن يكون نابعا من ضرورات معاصرة ، نابعة من حاجات تطور القوانين الاجتماعية ، وتهدف إلى خدمة الثقافة بشكلها الحضاري المتطور . لتكون المحصلة النهائية من تلك العروض أن تكون ذات هدف يدعو إلى المقارنة ، والتأمل ، والتفكير ، والاحتراز من الإسراف بالتزويقات المتحفية التي لا تؤدي الأغراض التي عرضت من اجلها . هذا ربما لأن الكلاسيكية في منطق توفستونوكوف يختلف عنه عند الآخرين ، ذلك أن التأليف الكلاسيكي يرتبط بحياتنا بشكل عام ، وغير مباشر ، لأنها الجذور لجهود التأليف للمسرح في حياتنا . وإذن فأن الإستسهال في تناول الكلاسيكية يقود المسرح إلى الوقوع في مشاكل عديدة لا طائل لها ، وبالذات مع المتفرج المعاصر .
أن أولى الخطوات تتلخص في آن واحدة من سلبيات المسرح تكمن في غياب الثبات العاطفي الذي ربما يقود في النتيجة إلى بتر الزمن ، فيظهره عتيقاً مهجوراً ، وليس تاريخاً شامخاً خالداً . وبالتالي فسيشوه المعنى السامي للدراما ، ولا جدوى بعد ذلك من إستمرارية المسرح إذا كان ينحصر في حاضرهِ فقط .
والأصوليات التي تنقل المسرح من الطرح السليم والتزامه إلى الطرح البسيط الذي لا يتعدى السذاجة التي لا تمتلك الموقف الإجتماعي الفلسفي الإنساني .
ولتلافي هذه الأخطار وتجاوزها لا بد من العمل على مطابقة الواقع المعاصر مع الطرح التاريخي ، ومسرحة ذلك الواقع التاريخي . فبقيادة المخرج الذي يوازن بين الحاجة المعاصرة للتاريخ ، والتاريخ من وجهة نظر معاصرة ، يجنبنا السقوط بالأثرية والمتحفية كما أسلفنا .
*** شكل العرض
إن شكل العرض في مسرح توفستونوكوف يعني ، مدى إنعكاس المادة المطروحة على المخرج ، وأرتباطها بالقيم والتقاليد التي تميزه عن غيره ، وتدعو إلى الخلق والإبتكار ، وبدون الجديد في الطرح يصبح شكل العرض بلا معنى . إذن أي عمل بدون تقاليد يسند إلى الخزين الثقافي في ذات المخرج وبدون الإلتزام بالتجارب الإنسانية والإستفادة منها سيأخذ شكل العرض صفة التكرار والسقوط بـ ( الكليشة ) التي يتناقلها العاملون ، ويتوارثونها واحداً تلو الآخر ، ومسرحية عقب مسرحية . [ - ماذا تعني التقاليد عند توفستونوكوف؟ وماذا يعني ما وراء التقاليد عنده؟ ] .
كما في كتاباته الإبداعية كذلك في تجاربه المسرحية ، يحدد توفستونوكوف وجهة نظر عميقة في فن المسرح ، ومهمة جداً ، وهي أن من مهام المخرج التي تدخل في صلب عمله الإبداعي :
1. تحديده لـ ( نوع المسرحية ) – STYLE , GENRE
2. تحديده لـ ( نوع العرض ) – فليس شرطاً أن يتفق نوع العرض ، توفستونوكوف (( أن عملي في المسرح عبارة عن إختبار شامل للثقافة وهو إنعكاس للواقع بشكل أو بآخر)) . وعمل المخرج ينصب أولاً من إستنباط نوع المسرحية – والمقصود بالنوع : تراجيديا ، كوميديا ، فودفيل تراجيكوميديا ، الفارس ….الخ وصولاً إلى التناول الدقيق للمسرحية . أما نوع العرض ، فهو ما يتفق و دراسة المخرج العميقة لمجتمعهِ وليست الدراسة المسطحة .
لقد تركزت عبقرية ( فاختانكوف) في معالجتهِ لمسرحية (الأميرة توراندوت) في إستخدامهِ للملابس والمكياج ، المغايران للحالة التراجيدية وبالعكس . وإذا كانت الكلمة التي هي وسيلة مهمة من وسائل الربط في المحاكاة الكلاسيكية . وقد تبدو لغتها هجينة على عصرنا مما يؤدي إلى المخاطرة في السقوط المفاجيء بالجهد الإبداعي للفريق المسرحي .
توصل توفستونوكوف من خلال تجاربه ومحاولاتهِ الإخراجية إلى ما يؤكد ضرورة المصارحة والإقناع في عملهِ كمخرج مع الممثلين والمجموعة المسرحية ، ومع الجمهور، فهو لم يخف شيئاً لا في عملهِ ولا في أخطائهِ وهي حالة نادرة لمفكر مسرحي كبير مثله . و(الصدق) في منهجهِ يعني ( وثيقة المواطنة ) كما يسميها . ولا تأتي بالإكتساب أو الانتماء وانما تأتي بكسب ثقة المجتمع .
*** تأليف العرض
هناك العديد من الملاحظات التي تحويها مقالاتهِ ونشرياتهِ المأخوذة عب ملاحظاتهِ الإخراجية في مسرحيات محددة يحكمها الالتزام بالصدق الذي أكّد عليه . وإلى المراقبة المرهفة للذات … هذه الملاحظات مأخوذة من عملهِ على المسرحيات أمثال( الملك هنري الثالث – لشكسبير ، البرجوازيون – لماكسيم غوركي ، الأخوات الثلاث – لتشيخوف ، المأساة المتفائلة – لفيشنيفسكي ، الربيع الماضي في جو ليمسك – لفامبيلوف ) وغيرها من المسرحيات ذات الحبكة الرصينة والأداء الدرامي العالي في تاريخ التأليف المسرحي . أشار إلى أن بعض المخرجين المصرين على كونهم من المجربين ومن القادرين القلائل على التقيم ، ومن الذين ينفردون بحق التمتع بالتصور الخلاق المبدع ، وان لآرائهم ورؤاهم معنى التصورات باتجاه العرض – التجسيد – وأنها وحدها التي أوصلت المسرح إلى ( الدراماتورجيا dramatist ) وهذا كثير . فالمخرجين الذين ينصب جل اهتمامهم في كونهم يكتفون بعرض المسرحية ليس غير . هذا النوع من المخرجين لا يعتبر نادرا ، عكس المخرجين الذين يأخذون بنظر الاعتبار الإضافة وضرورة تأليف العرض المسرحي الذي يطغى عليه ( فكر المخرج ) الممتزج بفكر المؤلف – وصولا إلى فكر المسرح ، الذي سيقابل فكر القاعة – الذي هو فكر المتفرج . هذا النوع من المخرجين هو النادر في تاريخ الثقافة ، وهو الذي يسعى إليه المسرح . إن مسرحيات تشيخوف تعد من اكبر المآثر التي ظهرت على مستوى التأليف في المسرح العالمي – لكنها تعد عاجزة بدون المخرج الجيد . لأن تأليف العرض وضح الجدة في مسرحيات تشيخوف . والمخرجين الذين تناولوا أعماله لم يفسروها باعتبارها عملا أدبيا ، ولكنهم تعمقوا بتحليلها وبالتركيب وصولا إلى إبراز فكرها وجدتها الذي جاءت به ، وأصبحت تمثل مرحلة من مراحل التأليف على عموم تجربة التأليف للمسرح .

*** المخرج .. أم الممثل …
من أبرز الأسئلة شيوعا في أوساط المثقفين ، سؤال يوضح الصراع بين المخرج الجيد والممثل الجيد . ورغم أن هذا النوع من الصراع نادر الوجود بين من هم جيدين من مخرجين وممثلين ، لكن النتيجة واضحة من امتزاج عمل المخرج بعمل الممثل . أي أن تفكير المخرج في النظام النفسي للمسرحية لا يمكن أن يلقى تجسيده بشكل أو بآخر إلا بعمل الممثل . فالاثنان معا – المخرج والممثل – دائما البحث عن الكيفية التي من خلالها يستطيعان أن يعطيا للعرض المسرحي شكله الملائم . لكن توفستونوكوف كغيره من بقية المربين والمنظرين في المسرح يتفق على أن إعداد تأليف العرض ، وتنظيم عمل المجموعة وقيادتها ، هما دائما من مسؤولية المخرج . لكن هذا لا يمنع الممثل من إبداء وجهات نظره بوضوح واستقلالية تامة لغرض الامتزاج التام بفكر عموم الفريق المسرحي ، الذي هو بالتالي ، فكر المسرح . يقول توفستونوكوف : " هناك ممثلين يحسنون التعامل مع المخرج " وبالتأكيد ان هناك آخرون لا يحسنون ذلك . ورغم ندرة هذا التفكير لكنا نعرف ان المخرجين هم دائما من يحسن التعامل مع الممثل ، ومع بقية الفريق المسرحي . وهنا يسود الاعتقاد من أن توفستونوكوف أراد بهذه العبارة أن يؤكد بان على الممثل أن يتصف بالاستقلالية . إن احترامه هذا لاستقلالية الممثل جعل اغلب عروضه إن لم نقل كلها تتسم بالخصوصية والندرة .
عرف توفستونوكوف الممثل : هو ( المؤلف لقرارات المخرج ) الذي يصل إلى المطلوب منه عمله بواسطة تنفيذ الملاحظات التي تعينه على التقويم . مع إعطاءه فسحة ليست ضيقة من الحرية في تنفيذ تلك القرارات التي تحافظ على بصمته الواضحة لدى جمهوره في التمثيل ، أي أن الممثل يمتلك حق تأليف قرارات المخرج بحرية تعبده عن ذوبان شخصيته بشكل تغيب فيه هويته . وقد أعطى نفس هذا الحق إلى بقية العاملين معه من مصممين ومنفذين وبقية العاملين في ان يحققوا ذواتهم في تأليف قرارات المخرج من دون أن تغيب هوياتهم . وهكذا وبهذه المرونة حققت أعمال توفستونوكوف نجاحها بخصوبة ، وغزارة
.
mr.sayed elabasiry
mr.sayed elabasiry
Admin
Admin

عدد الرسائل : 275
   : توفستونوكوف .. مخرجاً .. ومناظراً 15781610
تاريخ التسجيل : 04/12/2007

https://msrahna.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى